صحيفة الطالب المغربي:عبد المجيد
البوني
تأخذ
وسائل التواصل الاجتماعي من وقتنا الكثير لكونها أصبحت منبرا إعلاميا قائم على
التواصل،عكس وسائل الإعلام التقليدية وبما أنها تعرف اقبلا كبيرا منقطع النظير
،وهنا الحديث عن "الفايسبوك" الذي أصبح اليوم في ظل العولمة رفيق الحياة
لمعظمنا،وموجها أخر لكل تفاعلاتنا الاجتماعية مع الآخرين ،فمعظم مستعملي هذا
الحساب خلقوا لأنفسهم شبكة اخرى افتراضية من العلاقات تحرك أواصرها أزار حواسبنا
في ظل عزلة تامة عن المحيط الحي الذي نعيش فيه،ومن أولئك الذين يبحثون عن علاقات
اجتماعية إلى أولئك الذين حولوا هذا الأخير إلى مكان اقتصادي لتكوين رأسمال من خلال
المواد التي ينشرونها عبر صافحتهم التي أصبحت اليوم كالطفيليات في "الفايسبوك
"،واغلب هذه الصفحات التي تقدم لنا موادها بالعربية تتخذ من المسألة الدينية
وسيلة لجب العديد من الاعجابات والتعاليق ،التي تخول لأصحابها جني موارد مالية
وهنا يكمن الدهاء الاقتصادي لهؤلاء،فالمتتبع لهذه الصفحات خاصة اليوم يرى إنها
أصبحت تتخذ الدين كأيديولوجية لإخضاع عقول الزور وحثهم على وضع التعليقات
والاعجابات على ما ينشرونه ،فالمواضيع المثارة منتقاة بدقة بالغة فهي تخاطب العقول
بقوة ،لكون اغلبها يتناول مواضيع الإساءة للرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام
،بل هناك من يجعلك تقسم بالله دون وعي يذكر منك كمتلقي بأنك ستقوم بالتعليق على
المنشور أو مشاركته،مع العلم ان هذه الصفحات يوجد منها المئات باسم شخص واحد خاصة
من المشاهير،فبين من يستغل الدين ورموزه من العلماء والمشايخ ،هناك من يستغل
الشخصيات البارزة في المجتمع والفن والسياسة والغاية واحدة جني المال من وراء كبسة
زر من خلف شاشة الحاسوب ،لتصبح حتى وسائل التواصل الاجتماعي مكان للنصب الذكي على
السود الأعظم من زوارها،لكون اغلب المتفاعلين مع هذه المواد يظنون إنهم يبدون
رأيهم فيما يجري من حولهم ،وهذا صحيح ففي الآونة الأخيرة أصبحت هذه الوسائط مكانا
للتعبير عن قناعات شريحة واسعة من المجتمع حول مجموعة من القضايا الاجتماعية
والسياسية ،لكن تبقى الغاية هنا اقتصادية محضة تتخذ من مواضيع تهم الناس، وبالتالي
أداة تجعلهم يتفاعلون معها .
صحيفة الطالب المغربي:عبد المجيد
البوني