الجزء الأول :
البداية من الدار البيضاء حيت ستكون النهاية
مأساوية بكل المقاييس ،حل فصل الصيف وبدأ الشباب (التلاميذ،الطلبة,,,,)في البحث عن
عمل قد يساعدهم في اقتناء لوازم الدراسة وكل ما يخصهم للسنة المقبلة ،فمنهم من
غادر منزله في اتجاه الدار البيضاء أو مدن أخرى تمكنهم من الحصول على عمل مؤقت
ومنهم من اكتفى بالبقاء هناك حيت يسكن,تكون
العطلة قصيرة نسبيا حيث تتسم بلحظات كثيرة ومختلفة إنها لحظات من المتعة والغربة
والحزن ,
هي رحلة من أجل تكسير روتين الدراسة أو تغيير
الجو أو الحصول على بذلة جديدة كما يطلق عليه البعض، قد تجد الفرصة من أجل العمل
أو لا تجدها وأنت مجبر على الحصول على مبلغ نسبي من المال,,,,
في سنة 2009 وبالضبط في شهر يوليوز حصلت على
عمل ولمدة شهرين كاملين ، في إحدى الشركات المغربية المتواجدة بالحي الصناعي
لعمالة سيدي البر نوصي بمدينة الدار البيضاء الكبرى،مر الشهر الأول من العمل بنوع
من المتعة والفرح وكسب أصدقاء جدد كل حسب حالته فهناك التقى التلميذ والموجز
والطالب والعامل فكلهم سواسية يجمعهم العمل وروح التعاون والهدف واحد.
وفي أواخر الشهر الثاني بدأ البؤس والقلق حيث
أن أحد الأصدقاء في العمل قد فارق الحياة إن لله وإن إليه راجعون ،للأسف كان سببه
العمل....بدأت قصة الطالب سعد رحمة الله عليه منذ صباح ذلك اليوم ،لقد جاء الطالب
سعد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته الذي لايتجاوز في العمر إلا 23 عاما؟؟؟؟؟؟هنا
فارق الحياة......؟؟؟؟؟؟
في ذلك المعمل كنا نعمل حوالي 12 ساعة في
اليوم الواحد إلا أنها قابلة للتمديد في بعض الأحيان هذا بالنسبة للفوج الذي يعمل
في فترة النهار ،أما الفترة الليلية فهي محدد في 10 ساعات؟؟؟؟؟؟؟؟
الثامنة من صباح ذلك اليوم
كان"سعد"في حالة مرض ,...لقد جاء فقط لكي يخبرهم بأنه مريض وغير قادر
على العمل في ذلك اليوم إلا أن الحارس المسئول
لم يقبل منه الشكاية ،لقد برر الحارس ذلك بأن "سعد" يريد الذهاب من أجل
اللهو والتبحر وقضاء وقت خارج العمل لكن الحقيقة كانت عكس ذلك.استمر سعد في العمل
حتما عليه،حتى الساعة الخامسة من مساء ذلك اليوم،حينها كان ذلك الوقت هو موعد صلاة
العصر حسب توقيت (كريني تش +ساعة) سعد لم يتناول وجبة الغداء لذلك اليوم ذهب كل
العمال لكي يؤدون هذه الفريضة وظهر أمر غريب:أي أن المرحوم هو من سبق إلى مسجد
المعمل ولأول مرة لأنه دائما لا يتسابق مع العمال على دور الوضوء ولا أي شي ذائما
يقول (لا زرب على صلاح)ولما انتهت الصلاة كان أول من خرج من المسجد وهنا؟؟؟؟؟؟فارق
الحياة ووقعت الواقعة وفات الأوان وبدأت القصص والحكايات؟؟؟؟؟؟؟؟
كان سعد يفعل كان إنسانا لطيفا كان يعمل
بجدية كان كان .....كان ...إلخ من الأذلة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. يا ترى ما
هي أسباب وملابسات الحادث؟ ومن كان ورائها؟
هذا ما سأتطرق له في الجزء الثاني إنشاء الله
تعالى
