عالم الطالب: أيت كبير محمد 08/02/2014
في
ليلة شتوية وفي شوارع المدينة الاقتصادية الكبرى للمغرب كنت في انتظار أبي العزيز من رجوعه من عمله من
أجل تناول وجبة العشاء ،حوالي الساعة التاسعة والنصف من يوم الخميس 30يناير
2014،وفي طريقه إلى المنزل تعرضت له شرطة المرور أو الأمن الوطني ،والسبب كان
بسيطا وربما لا يستدعي التدخل ،رغم تعكر الجو ،أي أن السماء تمطر في تلك اللحظة
بغزارة .توقف له المصباح الخلفي للدراجة عن العمل وهو ما كلف الشرطة من توقيفه
لأجل التحقيق ،طلبوا منه الوثائق وبدون أن يحققوا معه ذهبوا ،وحسب حكاية الأب قال
لهم انتظرا لنتفاهم ...لكن بدون جدوى تركوا له الدراجة وذهبوا بالوثائق إلى أين؟الله أعلم وما المقصود؟الكل يعرف ودعنا
من الكلام الفارغ ،إنها الإشارة الأولى التي قد تشعره بأنهم لا يريدون الوثائق،بل شي
آخر بالطبع أبي المسكين فهم ذلك ولا يملك سوى تلك الدراجة النارية التي يذهب بها إلى
عمله وبها يقوم بزيارته لأقاربه ,,,,إلخ.
أن
يسترجع وثائقه والعودة إلى المنزل ومعه دراجته بدون أن تحال إلى النيابة العامة للأمن الوطني
هو ما كان يفكر فيه الأب.انتظر حتى عاد الشرطي إليه وأخبره بأن لديه مخالفة تستوجب
منه دفع ثمن المخالفة ولا سيتم إحالة وثائقه الى النيابة العامة ،وما به أن أدخل
يده في جيبه ....؟يا ترى ماذا كان جواب الشرطي؟...المبلغ لا يكفيني !!!تفكير أبي
في دراجته ووثائقه هو ما استدعى منه أن يتصل بصديقه الذي كان هو أيضا في انتظار
عودته من العمل بالفعل أخبرني بذلك بالرغم من أن أبي أكد عليه أن لا يخبرني...لم
أمتلك أعصابي وبسرعة جنونية وفي ليلة ممطرة وصلنا اى عين المكان الذي لا يبعد عن
المنزل الا بمترات قليلة ،وبطريقتهم تصرفت
وبدون مقدمات دخلت الموضوع وبعصبية والتزام وبشكل عربي فصيح ...طريقة الحديث زعزعت
أولئك الضباط اخبرتهم بأنهم لن يأخذوا منا سنتيما واحدا فإذا بأحدهم يقول من أنت وما دخلك
فأجابت انا مواطن وهذا أبي ...فقال أبوك في المنزل أما هنا ليس أبوك فقلت:عندكم
أنتم فقط غادر الضابط الذي يمتلك الوثائق مرة أخرى(*) ربما لكي يبلغ مراده فاذا به
في تلك اللحظة التي غادر فيها أتلف الوثائق في الطريق وبدأ يفكر طريقة لإخبارنا
الشرطي ندم كثيرا وقالها مرارا وتكرارا ولما أخبرنا طلبنا من مساعدته لكي يأتي لنا
بوثائق أخرى جيدة بالفعل لم نتقبل في الأول حتى قام بإقناعنا ولما وصلت الساعة
العاشرة ليلا ذهب أصدقاؤه في العمل لأنه حينها انتهى وقت عملهم وبقي معنا لوحده ذهب معنا إلى منزلنا لكي نعطيه توصيل
استخلاص واجبات التأمين الإجبار على الدراجة حيث توجد كل المعلومات ...ذهب وأخبرنا
بأنه في الصباح سيأتي لنا بكل الوثائق وأعطانا رقم هاتفه من أجل التواصل إذا ما احتاج أي شيء...مر ذلك
الوقت كله طويل على الأب لأنه ينتظر وغير واثق من أن الشرطي قام بإتلاف الوثائق وعند
الساعة الحادي عشرة من صباح ذلك اليوم اتصل بنا وقال بأنه سيأتي ومعه الوثائق فهل من غذاء
عندكم؟بالفعل اتى بالوثائق وكل تحمل تاريخ ذلك اليوم أخد أبي وثائقه وتبسم
قائلا:كيف فعلت هذا؟وأجب الشرطي بدوره متبسما: (1واش المخزن معاه اللعب)هههه
بالفعل (2مامعاه لعب)وانتهت الحكاية وأصبحنا أصدقاء (3باك صاحبي)
***************************
(*)أخبرني
الشرطي بحقيقة مغادرته لنا في تلك اللحظة قائلا:بأني رأيت شخصان يركبان دراجة
نارية كبيرة ولم يحترما إشارة المرور وذهبت لكي أتحقق معهم ولما أوقفتهم وجدتهم لا
يملكون سوى بطائق هوياتهم وهم من أبناء أحد الكبار وتركتهم خوفا عن منصبي مؤكد
كذلك بأن الإدارة هي التي ترغمهم في توقيف وإحالة 15 دراجة في اليوم
الواحد!!!قائلا:( واش أنا كرهت)
للإشارة
فقط فذلك الرجل هو أب لثلاثة أبناء ويقطن بحي عشوائي ويقول بأنه يعمل لدى الشرطة
لمدة 6 سنوات وهو فوق الدراجة وعندما يوقف أحد يبدأ يتوسل إليه... وأصدقاؤه
يستغلون الفرصة في أخد(الرشوة)
الحكاية
طويلة ... ربما أن سمح لي بنشر بعض الأمور سأخبر لاحقا بها و بكواليس مهنتهم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
